والشحاتيت هو الابن الثالث لأبوين فلسطينيين لا يجمع بينهما أي صلة قرابة، ولد بدون أقدام، وبنصف يد يسرى وإصبع واحد فيها، ويده اليمين تعاني من اعوجاج في أصابعها.
كبر الشحاتيت وكبرت آماله وأمنياته، وصار يبحث له عن مقام فوق الأرض، عله يسعفه في مواجهة المشاكل التي سترافقه مدى العمر، جراء حاجته إلى قضاء حاجاته وإنجاز مهامه اليومية.
انتظم الشحاتيت في التعليم بمدرسة حكومية بمساعدة شقيقه الذي يكبره بعامين، ويساعده في دفع عربته ذهاباً وإياباً إلى المدرسة، ومنها انطلق نحو الحياة بدافعية أكبر.
واستطاع الشحاتيت الحصول على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية من جامعة القدس المفتوحة بتقدير جيد جدا، مستعيناً بكرسي متحرك للوصول إلى جامعته والتنقل بين مرافق الجامعة التي توائم بناياتها حاجة الأشخاص من ذوي الإعاقة.
ولم تقف إعاقة الشحاتيت في وجه حبه للعب كرة القدم، فصار رفيق أبناء حارته وجيرانه وعنصراً أساسياً في لعب كرة القدم، يضيف عليها جواً من المرح والسرور.
وعبر الزحف والمناداة على زملائه في فريقه، يصل الشحاتيت إلى مرمى الخصم مراوغاً ومسدداً بيده نحو شباك الخصم، وبكثير من الحماس والقوة ينتفض في كل رمية ينتج عنها هدف.
وقبل بداية كل مباراة، يبدأ الشحاتيت تدريبات الإحماء، ويمارس الضغط وتحريك يده لتجهيز نفسه على الزحف والوصول إلى شباك الخصم.
يؤكد الشحاتيت أن الإعاقة دافع ورافع للاشخاص الذين ولدوا بصورة غير سوية، لكنهم يحملون من القوة والعزم والإرادة ما يكفي لإبقائهم على مواصلة طريقهم نحو الإمام دون عائق أو شائب قد يعيدهم خطوة للخلف.